يمر المتسوق الذي يريد ان يقتني جهاز الكتروني بشكل عام بالكثير من الحيرة والتردد بسبب تعدد نوعيات الشركات (الماركات) المنتجة لنفس الجهاز. فكبرى الشركات العالمية تتنافس في ما بينها في عملية انتاج الاجهزة بمواصفات وامكانيات تتماشى مع التطور العالمي في مجال التواصل والاتصال, فاصبحنا نرى ان بعض الشركات وعلى مستوى المستخدم العادي END USER قد تكون لها سياسة منغلقة مثل شركة ابل ومنتجاتها التي لا تتعامل الا مع الاجهزة التي يتم انتاجها من نفس الشركة والبعض الاخر مفتوح كالشركات التي تقوم بانتاج اجهزتها لكي تعمل وتدار عن طريق احد انظمة المصادر المفتوحة مثل نظام الـandroid من جوجل او نظمة ذات سياسة مختلفة مثل Microsoft , وهذا ما يقوم بوضع المستخدم في حيرة من امره , حيث ان التطبيقات والوظائف قد تكون في معظم الاجهزة ولكنها تتفاوت في ما بينها من حيث طريقة و سياسة الشركة في التعامل وطبيعة ادارة النظام المسؤول عن تشغيل الجهاز الالكتروني ومدى تعود المستخدم عليه.
لذلك فبعض الاشخاص يمكن ان يقوم باقتناء الجهاز بناء على نصيحة صديق مجرب والبعض الاخر قد يذهب بالاختيار بناء على سمعة الشركة المنتجة وآخر يقوم بالسؤال والتقصي والمقارنة بين الاجهزة من حيث السعر ويمكن ان يكون ايضا سبب الاختيار هو الموضة السائدة في المحيط الذي يعيش فيه الشخص. ولكن, هل هذه الطرق المتبعة المذكورة في عملية الاختيار كفيلة في جعل المستخدم يختار الجهاز الذي يتناسب مع حاجته او طبيعة استخدامه ويحقق له طموحه منه؟. واذا كانت لا تكفي فما هي المعاير الصحيحة والفروق الحقيقية التي يجب على الشخص ان يقوم فعلا بالتركيز عليها للمفاضلة بين نوعيات الشركات المنتجة. فمعظم الاجهزة يتم انتاجها من قبل شركات عالمية وتحصل على الاختام اللازمة التي تشهد بجودة الجهاز وامكانياته. ولكن يبقى ان هناك امور اخرى يجب على المستخدم ان يضعها بالحسبان.
فعلى سبيل المثال لو افترضنا اننا نرغب بشراء هاتف نقال من النوع الذكي . فهذا النوع من الاجهزة تتوفر له الكثير من الشركات المنتجة عالميا , وعلى مر الزمن فقد مر الجهاز بمراحل تطور غيرت واضافت له وظائف لم تكن من الاساس متوفرة به كجهاز هاتف مخصص لوظيفته الاساسية وهي ارسال واستقبال المكالمات , وهذا بالتالي أدى الى تغير طبيعة نظرتنا له كجهاز هاتف , فلا يمكن ان نضع نفس المعايير التي كنا نختار عليها الجهاز فبل فترة من الزمن كالتصميم الخارجي وقوة البطارية وصغر الحجم , حيث كان التطور في ذلك الوقت مثلا يبنى على مثل هذه المعايير ¸ونستطيع ان نقول في هذه الحالة أن لكل وقت معايير مختلفة لمواصفات للاجهزة تتماشى مع ما يمر به العالم من تطور تقني متقدم جدا في عملية صناعة وتطوير الشرائح الالكترونية مثل تقنية النانو. فتطور سرعات الانترنت ونقل البيانات وتوفر خدمات الاتصالات بتقنياتها المختلفة في كل مكان ادى الى تطور الاجهزة بشكل مذهل ودمج وظائف اجهزة عدة بجهاز واحد فالانترنت مثلا لم تعد تقتصر على الحاسب الالي بانواعة المحمولة والثابتة وانما حتى الاجهزة الالكترونية الاخرى مثل اجهزة التلفاز والطابعات ومستقبلات القنوات الفضائية ومشغلات الاجهزة الترفيهية المتنوعة وغيرها.
لذلك ومع الوقت وبسبب وجود الكثيرمن التطبيقات الوظيفية المبتكرة الجديدة مثل برامج شبكات التواصل الاجتماعي وخدمات البريد الالكتروني والمواقع التي توفر خدمات الترفيه , واذا اردنا ان نتعمق اكثر نقول ايضا البوابات الرقمية المحملة بالخدمات السحابية حيث اصبحت الشركات والمؤسسات بشكل عام لها تواجد مستمر على الشبكة وهذا لا يقتصر على جهاز الكمبيوتر فحسب وانما يمتد لكل جهاز الكتروني حسب وظيفته , لذلك ظهرت العديد من الانظمة التشغيلية المسؤولة عن تشغيل الاجهزة ووظائفها والتي تتناسب مع الهدف من تصنيعها وهذا معناه ظهور معيار نظام التشغيل في عملية الاختيار والذي لم يكن في وقت من الاوقات احد المعاييرالاساسية التي قد يضعها المستخدم بعين الاعتبار, فلم نكن نسأل عن نوع نظام التشغيل الذي يعمل به الهاتف النقال مثلا , او ما اذا كان نظام التشغيل في شاشة التلفاز يدعم الاتصال اللاسلكي وتشغيل المواد الفلمية بشكل عام من خلال ادوات التخزين الخارجية او الانترنت ؟. ولا زلت اتذكر موقف احد الاصدقاء انه بنى عملية اختيار شاشة التلفاز الخاصة به على مدى قدرة نظام التشغيل الموجود بالشاشة على دعم اكبر نوع من هيئات وانواع الملفات الفلمية من خلال توصيل ادوات التخزين الخارجية , وهنا نكون قد وصلنا الى استنتاج احد المعايير الاساسية في عملية اختيار الاجهزة الالكترونية الحديثة , ألا وهو نظام التشغيل!. فالنظام هو المسؤول عن ادارة وتشغيل الاجهزة ويجب ان يكون غير معقد User friendly وان لا يتسبب في بطىء الجهاز وأن يتطابق مع نوعيات الاجهزة الاخرى التي قد يحتاج المستخدم ان ينقل منها واليها المواد والوسائط المختلفة. كما وان عامل اللغة قد يتدخل في الموضوع.
لذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر, نجد بعض شركات الهواتف الذكية تقوم بتطوير انظمتها بنفسها مثل sony و nokia و apple والبعض الاخر من مصنعي الاجهزة مثل SAMSUNG و HTC يستعين بانظمة تشغيلية محترفة من قبل شركات اخرى مثل linux و android و Microsoft . لذلك فعلى المستخدم ان يضع بعين الاعتبار النظام وما مدى امكانية تطابقه مع الاجهزة الاخرى والشيء المهم الاخر وهو دعم الشركة المنتجة للجهاز للبلد الذي سوف تستخدم الجهاز به. فهناك بعض الاجهزة الالكترونية الترفيهية او المخصصة للاتصال تكون مزودة بخدمات لا تعمل الا في بعض الدول دون غيرها , فاذا كانت لا توفر الدعم لمنتجاتها وخدماتها في السلطنة مثلا فيجب علينا ان نرى البديل من الانظمة والاجهزة التي يتوفر لها الدعم حسب الامكان. وهذا بالطبع ينطبق على الاجهزة الالكترونية الاخرى.
وعليه فالاجهزة الالكترونية في وقتنا الحالي وعلى اختلاف انواعها تدار من قبل انظمة تشغيل مختلفة لها علاقة مباشرة مع نوعية الخدمات السحابية الخاصة بوظيفة الجهاز, لذلك يجب علينا وضع نظام التشغيل ضمن الاوليات الاساسية عند الاختيار ولن تحتار ! .