السـلام حالة الهدوء والسكينة وغيبة القلاقل. ومن وجهة النظر العسكرية والسياسية يعني السلام غيبة الاضطرابات العنيفة، مثل الحروب وأعمال العنف. ولايعني ذلك وجود الانسجام التام بين الشعوب، إذ إنه حتى في وقت السلم يدخل الناس في أشكال من الصراع، مثل المناقشات والقضايا والمباريات الرياضية والحملات الانتخابية. ولطالما رغبت معظم الشعوب عبر التاريخ في أن يسود السلام الدائم. فلقد دعا الإسلام إلى حل الخلافات بالطرق السلمية. قال الله تعالى: ﴿وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله﴾ الأنفال: 61. وهكذا ينص القرآن الكريم على الاحتكام إلى السلام إذا دعا أحد طرفي الصراع إلى ذلك. وكان الإغريق والرومان يدعون في تعاليمهم إلى الأخوة ونبذ العنف. ومع ذلك نجد أن العالم قلّما نَعِمَ منذ قديم الزمان بفترات من السلام. وغالبًا ما تكون الشعوب عبر القرون قد عايشت الحروب على الأقل بقدر ما عايشت السلام. ونتناول في هذه المقالة المحاولات التى بذلت في الماضي وتبذل في الحاضر لتحقيق الخلاص الدائم من الحروب